بعد أقل من عامين على خوض الفريق المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، أعرب ويسلي شنايدر نجم المنتخب الهولندي سابقا عن أسفه على “الغرور المثير للشفقة” الذي أدى إلى الانقسام في الفريق.
ولفت شنايدر بهذا الانتباه إلى ملاحظة كانت شائعة عن الفريق قبلها بفترة كبيرة وترددت أصداؤها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وفي السنوات التالية لذلك.
ولكن مسيرة المنتخب الهولندي في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم المقبلة، والمقررة في قطر أواخر العام الحالي ، أكدت أن الفريق البرتقالي تخلص من هذه المشكلة وأصبح التماسك والوحدة في صفوفه من مميزات وسمات هذا الجيل من اللاعبين.
وأوقعت قرعة المونديال القطري، والتي أجريت في أبريل الحالي، المنتخب الهولندي ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه منتخبات قطر والسنغال والإكوادور.
وكان المنتخب الهولندي غاب عن مونديال 2018 بروسيا ليكون مع المنتخبين الإيطالي والأمريكي أبرز الغائبين عن تلك النسخة.
ولكن المنتخب الهولندي (الطاحونة) اجتاز هذه الكبوة وتخلص سريعا من آثار هزيمته 2 / 4 أمام المنتخب التركي في بداية التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022 وشق طريقه بنجاح إلى المونديال.
واشتهر المنتخب الهولندي دائما بالمهارات الفردية للاعبين والقدرة على الأداء الفني والخططي المتميز للفريق، ولكن الجيل الحالي أصبحت لديه سمات إضافية مثل روح الفريق ووحدة الهدف، حسبما أشار الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بموقعه الإلكتروني.
والآن، وقبل شهور قليلة من المونديال القطري، أصبح لدى الفريق هدف آخر يمكن أن يلتف حوله اللاعبون وهو الرغبة والحرص على منح مديرهم الفني لويس فان غال مشاركة مميزة في المونديال.
وكان فان غال كشف مؤخرا عن معاناته من مرض سرطان البروستاتا، ما منح الفريق دافعا إضافيا للتألق في المونديال المقبل ليكون هديتهم إلى فان جال الذي سينهي مسيرته مع الفريق بمجرد انتهاء مسيرته في هذه البطولة العالمية.
وقال فيرغيل فان دايك قلب دفاع ليفربول الإنجليزي والمنتخب الهولندي إن الفريق لديه رغبة الآن في أن يقدم لمدربه فان غال بطولة لا تنسى.
وعلق فان دايك على أنباء مرض مدربه قائلا: “تلقيت صدمة… بعثت إليه برسالة بعد المقابلة (التي كشف فيها عن مرضه). قلت له إنه ربما ليس هذا النوع من الأشخاص الذي يحتاج لكثير من التعاطف. هكذا هو”.
وأضاف: “لكنني قلت له أيضا إننا بالتأكيد سنكون هناك من أجله كمجموعة كلما احتاج لهذا، ونأمل أيضا أن نجعلها، بالنسبة له، كأس عالم لا تنسى أبدا”.
وسارع لاعبون حاليون وسابقون وكذلك الأندية التي سبق لفان غال تدريبها، إلى التعبير عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن مساندتهم له.
وأوضح ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي في تغريدة له على وسائل التواصل الاجتماعي إنه “سيكون مدينا إلى الأبد” للرجل الذي قدم له فرصة أول ظهور”.
ويقضي فان غال /70 عاما/ حاليا ولايته الثالثة في قيادة المنتخب الهولندي علما بأن ولايته الثانية للفريق شهدت فوز الطاحونة بالمركز الثالث في مونديال 2014 بالبرازيل.
ويرى فان دايك أنها لم تكن مفاجأة أن يحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في المباريات التسعة التي خاضها منذ عودة فان جال لقيادته.
وقال فان غال، الذي لم يستسلم للمرض ولم يتركه يحرمه من قيادة الفريق: “أؤدي هذه المهمة لأنني أعشقها… أحب العمل مع هذا الفريق. إنها هدية بالنسبة لي في هذه السن المتأخرة. هكذا أراها”.
وفسر فان غال المدير الفني السابق لكل من مانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني حرصه على إخفاء حالته المرضية عن اللاعبين خلال مشاركتهم بتصفيات المونديال ، وقال : “كنت أضطر للرحيل (عن معسكر الفريق) في المساء للذهاب إلى المستشفى دون علم اللاعبين… كانوا يعتقدون أنني على ما يرام ، ولكنني لم أكن هكذا. لن تموت نتيجة سرطان البروستاتا ، على الأقل في 90 % من الحالات. ولكن حالتي كانت قاسية للغاية ، وتعرضت للإشعاع 25 مرة”.
وأضاف : “لم أرغب في إبلاغ لاعبي الفريق لأنه قد يؤثر على خياراتهم. واعتقدت أنه لا ينبغي أن يعرفوا. لدي الكثير من الانضباط وقوة الإرادة”.
ويعرف فان غال تماما الآثار والعواقب المدمرة للسرطان حيث فقد زوجته الأولى بسبب هذا المرض عندما كانت في التاسعة والثلاثين من عمرها.
ورغم هذا ، يرفض هذا المدرب بشخصيته القوية وعزيمته النظر إلى النصف الفارغ من الكوب.
وقال فان غال : “مررت بالكثير من الأمراض ، بما في ذلك مع زوجتي – وهذا مجرد جزء من الحياة. وأعتقد أنني ، كإنسان ، ربما أصبحت أكثر ثراء بسبب كل هذه التجارب”.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.