عميد الفريق.. قائد الأركان وكاريزما تخطف الأضواء وبروفايل متميز بالفطرة

عميد الفريق.. قائد الأركان وكاريزما تخطف الأضواء وبروفايل متميز بالفطرة
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 10:30

لا تأتي القيادة من فراغ وليس كل من حمل شارة العمادة فهو القائد الحقيقي، بل هناك جزئيات تتداخل وتتحكم في هوية “مدرب الفريق” داخل أرضية الميدان، ليتم اختيار صاحب هذه الصفة لمعايير دقيقة، منها التجربة والحنكة والعطاء والوفاء للفريق الذي يلعب له، إلى جانب كسبه الاحترام من الجميع، مع مميزات مختلفة عن باقي الزملاء داخل وخارج أرضية البساط الأخضر.

“العميد” ليست صفة شرفية تعطى لأي لاعب، فالمسؤولية والتفاني في حب النادي تحدد من يحمل ذلك القماش الشرفي، لا بد من كسبه احترام الجميع حتى يصغي اللاعبون لنصائحه أثناء المباراة، ومن بين المهام المنوطة به، الدفاع ببسالة عن شعار النادي والتواصل المباشر مع “قضاة” الملاعب، وتهدئة الأوضاع في الحالات الشاذة، وأيضا التواصل مع الجماهير في وضعيات مختلفة، مع مكافأته كأول من يحمل الألقاب التي يتوج بها ناديه.

في كثير من الفرق العالمية شخصية عميد الفريق أو “الكابتن” مرادفها الوفاء، تربطه علاقة متميزة مع الجميع، فالجماهير تعتبره المسؤول الأول عن ما يقع داخل المجموعة وتعاتبه إن وقع أي مشكل داخلها، وتطالبه بإيجاد حل لذلك لكونه الأقدم في النادي ويتحلى بالشجاعة الكافية لفض النزاعات الداخلية.

صفات عميد الفريق

أكثر ما يجب أن يتمتع به قائد الفريق هو الهدوء والتركيز العالي وقوة الشخصية لاتخاذ القرارات في وقت قصير، مع تقليل هامش الأخطاء؛ فهو القدوة والمثال الأعلى للاعبين، ودائما ما يتخذ القرارات الحاسمة في الأوقات الحاسمة دون أن يعود لأي شخص آخر  علميا، فالقائد له المزيد من الصفات، فحسب علم النفس فإن كل فرد في المجتمع هو شخصية قائمة بذاتها، وتفوق أحدهم يكون من خلال مجموعة من عوامل التأثير الوراثية والبيئية تميزه بمجموعها عن الأفراد الآخرين سلوكيا وجسميا وعاطفيا في آن واحد.

يقول الإطار الوطني المغربي خالد بلاغة، الذي اشتغل لسنوات في مجال التكوين بأكاديمية “أسباير” بقطر، إن اختيار “العميد” ينبني على ثلاثة معطيات، وهي أولا علاقته مع محيطه من اللاعبين وتأثيره عليهم، وضرورة أن يكون محبوبا لدى الجميع داخل الفريق، من رئيس وإداريين وأطقم تقنية وطبية، وحتى جماهير النادي.

بلاغة أكد أن المعطى الثاني يتجلى في أن يكون اللاعب “العميد” لبقا وفنانا في لغة التواصل، وطريقة حديثه متميزة عن باقي زملائه في المجموعة، وأن يكون مُحاوِرا جيدا، وتتوفر فيه شروط أخرى منها الإصغاء واحترام الصغير قبل الكبير.

من أهم الشروط أيضا أن يكون اختيار هذا “البروفايل” حسب بلاغة، أن يكون ذا تجربة وخبرة في الميادين، وأن يكون في الأصل لاعبا ملهما لمن حوله، والأفضل أن يكون توج بألقاب من قبل، ولعب لسنوات في الفريق وتمرس في دوريات قوية من أجل ألا يكون موضع نقاش حول أحقيته لحمل شارة العمادة بين اللاعبين.

اللاعب السابق للوداد الرياضي والإطار الوطني الذي درب مجموعة من الأندية المغربية، أشار إلى أن القائد هو المدرب الثاني وسط الرقعة الخضراء، وله حس التوجيه أثناء المباراة لتصحيح الأخطاء، وميزة التوجيه وأخذ المسؤولية هي صفة فطرية يولد بها الشخص ومن الصعب اكتسابها لأنها مرتبطة بقوة شخصية الفرد.

أول عميد في تاريخ كرة القدم

إنجلترا أول من “اخترع” كلمة “عميد”، حيث اختير قائد منتخب “الأسود الثلاثة” لعدة صفات، وهو كوثيرتأوتاواي، الذي تقمص هذه الصفة في مباراة دولية هي الأولى من نوعها أمام اسكتلندا في 30 نونبر عام 1872، حيث كان عمره آنذاك 22 عاما فقط.

شارة القيادة منحت لأوتاواي لعدة صفات كانت موجودة عنده، فهو لاعب فريد مارس عدة ألعاب منها كرة القدم وألعاب القوى والتنس والكريكيت، كما أنه امتاز بوضع اجتماعي وتعليمي عال بعدما تخرج من الجامعة كمحام.

النيبت والزاكي..الأكثر حملا لشارة القيادة

تعاقب على صفة العميد في المنتخب المغربي، أجيال من اللاعبين والهدف واحد، إعلاء راية الوطن والدفاع عنها وإنصافها قاريا وعالميا، لكن بعض اللاعبين تشرفوا بالاحتفاظ بذلك لسنوات طويلة، إذ يعد الحارس الدولي السابق بادو الزاكي، من بين الأكثر حملا لهذه الشارة حيث كانت أول مرة في الألعاب الأولمبية سنة 1984، ثم دورات كأس إفريقيا 1986- 1998- 1992.

وكذا المدافع السابق نور الدين النيبت، بعد أن قاد النخبة الوطنية منذ سنة 1995، وبعدها “مونديال”1998 إلى كأس إفريقيا للأمم 2004، ثم في آخر إقصائيات لكأس العالم لسنة 2006 قبل الاعتزال.

بورواص واللويسي وجريندو.. مثال ناجح لأفضل القائدين بالفرق

تتعدد الأسماء التي حملت شارة العمادة في البطولة المغربية، وإن ذكرنا أبرز الأسماء فيها، فمن الضروري ذكر العميد رشيد برواص، عميد النادي القنيطري لسنوات، ومخلصها الوفي، والذي رفض مغادرة فريقه في عز أزمته والتزم بالبقاء معه في السراء والضراء، قبل أن يعتزل في سن الـ39عاما.

الأمثلة الناجحة في قيادة الفرق الوطنية مختلفة، وهشام اللويسي من الجانب الودادي وعبد اللطيف جريندو من الرجاء، ظلا من أهم الأسماء التي تشرفت بذلك، كما أن عبد النبي الحراري ورشيد الدحماني من فريق المغرب الفاسي، ومحمد عزيز، لاعب نهضة بركان، هم من أقدم اللاعبين الذين حملوا شارة العمادة، ونعموا بها لعدة سنوات.

أفضل القائدين عالميا.. لوكاريلي يتفوق على الجميع

بإمكاننا ذكر مجموعة من أفضل قائدي الفرق الأوروبية نسبة لألقابهم الفردية والمحلية، كالإيطالي باولو مالديني، ومواطنه فرانشيسكو طوتي أو الإنجليزي ستيفان جيرارد، أو حتى الإسباني تشافي والأرجنتيني خافيير زانيتي، إلا أن حكاية الإيطالي أليساندولوكاريلي، قائد بارما الإيطالي مثال واضح لأفضل القائدين بالعالم.

مدافع بارما، أوفى بوعده بإعادة الفريق إلى الدرجة الأولى من الدوري الإيطالي عقب الهبوط إلى الدرجة الرابعة منذ ثلاثة أعوام، وقاوم كل المشاكل من أجل عيون جماهيره، ولم يخذلها قط وكان أول من حافظ على هيبة الفريق بدعوة اللاعبين للعودة للتداريب بعد الإفلاس، وتحمل مسؤولية دفع الرواتب وغسل الملابس واستعمل سيارته لإيصال اللاعبين بنفسه، لينال لقب أفضل قائد في تاريخ الكرة العالمية.

صوت وصورة
مدرب "اللبؤات": المباريات الودية تبقى لإعداد فريق قوي
الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 23:06

مدرب "اللبؤات": المباريات الودية تبقى لإعداد فريق قوي

صوت وصورة
تفاعل منتخب السيدات مع النشيد الوطني أمام أوغندا
الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 20:00

تفاعل منتخب السيدات مع النشيد الوطني أمام أوغندا

صوت وصورة
حسنية أكادير يكرم لاعبي منتخب أقل من 17 سنة
الخميس 30 نوفمبر 2023 - 21:51

حسنية أكادير يكرم لاعبي منتخب أقل من 17 سنة