ريال مدريد.. هل يربح الرهان على الدفاع لمواجهة الكبار؟

ريال مدريد.. هل يربح الرهان على الدفاع لمواجهة الكبار؟
الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 12:00

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع كل هذا النجاح الذي أصابه كارلو أنشيلوتي لدى عودته إلى ريال مدريد. لم يكن حتى تجدد اللقاء ضمن حسابات الإيطالي نفسه، الذي قاد باقتدار الريال للهيمنة على الليغا وجلب دوري الأبطال مرة أخرى إلى مدريد رغم أن اللقب كان يبدو حلما بعيد المنال. ومع ارتقائه بالفريق لمستويات خرافية من التحمل البدني، وصل أنطونيو روديغر وتشواميني ليصبح الفريق “الأبيض” منافسا لا يستهان به على الإطلاق لأي خصم قد يجابهه.

وصار لقب الدوري رقم 35 المتوج به ريال مدريد يحمل توقيع أنشيلوتي. كان هذا هو التحدي الأهم في مسيرة ‘كارليتو’ ربما. التتويج بالبطولة الوحيدة بين الدوريات الخمسة الكبار التي استعصت عليه. ففي محاولتين سابقتين خلال ولايته الأولى في “القلعة البيضاء” كانت اللياقة البدنية تحديدا السبب وراء انهيار الحلم. لكن معالجة هذه الجزئية أتت بثمارها أخيرا وكانت إحدى أهم مفاتيح النجاح.

تضم توليفة أنشيلوتي مكونات أساسية في مقدمتها ثقة تيبو كورتوا في حراسة المرمى ووصوله لقمة النضج في مسيرته، وكذلك انفتاح شهية كريم بنزيمة على إحراز الأهداف وشراهته أمام المرمى التي جعلته هداف الليغا بـ27 هدفا ودوري الأبطال بـ15 هدفا. فضلا عن الطفرة الهائلة في مستوى فينيسيوس جونيور صاحب الـ17 هدفا في الدوري الإسباني، ولا ينسى بالطبع الحيوية المتجددة للوكا مودريتش في وسط الملعب والذي أصبح مرجعية في كيفية اللعب بأعلى مستوى في عمر 36 عاما.

لكن السر الحقيقي وراء الموسم الإعجازي الذي قدمه أحفاد سانتياغو برنابيو يكمن في روح الفريق، الاتحاد والنهم للإنجازات. المزيج الرائع لكوكبة متميزة من اللاعبين الذين دخلوا بالفعل تعداد الأساطير عقب الفوز بدوري الأبطال لكنهم رغم ذلك تمسكوا بالتواضع بل ويتوقون للمجد مثلهم مثل الواعدين من صغار السن على غرار فيدي فالفيردي وإدواردو كامافينغا ورودريغو والذين يشي مستواهم بمستقبل باهر بفضل مشروع مدعم بعناصر دفاعية صلبة.

وأدرك مجلس إدارة “القلعة البيضاء” أن مقارعة الفرق الكبرى الأخرى ذات الميزانيات المفتوحة يتطلب تعزيز قوة المجموعة والصلابة الدفاعية. لذلك سعى للاستعانة بالمدافع الألماني المخضرم أنطونيو روديغر في انتقال حر من تشيلسي وهو يستطيع اللعب في مركزي قلب الدفاع أو ظهير أيسر، ليجد الميرينغي أخيرا من يستطيع اللعب بدلا من كاسيميرو.

ولعل الـ80 مليون يورو التي أودعها ريال مدريد في خزينة موناكو ليحرم باريس سان جيرمان من الظفر بإحدى جواهر كرة القدم الفرنسية المتلألئة لاعب الوسط أوريليان تشواميني، تكشف بوضوح عن نوايا الميرينغي الذي كان يمني نفسه باستقدام كيليان مبابي إلا أن الأشهر الطويلة من المفاوضات أسفرت عن نهاية غير متوقعة. فبعد ضغوط هائلة وبينما كان الوقت ينفد من البي إس جي للتجديد، فضل النجم الفرنسي البقاء في حديقة الأمراء والتخلي عما اعترف على الملأ بأنه كان حلمه منذ نعومة أظفاره.

وإزاء فشل الخطة الأساسية بتشكيل خط هجوم ناري بوجود مبابي إلى جوار فينيسيوس وبنزيمة، لم يفعل الملكي أي خطة بديلة. ولا حتى مع رحيل لوكا يوفيتش إلى فيورنتينا وطي صفحة غاريث بيل للأبد، وبيع بورخا مايورال إلى خيتافي مقابل 10 مليون يورو، وإعلان ماريانو دياز رغبته في حزم حقائبه، سعى ريال مدريد لاستقدام مهاجم جديد.

ولا يريد رئيس النادي فلورنتينو بيريز على الأرجح جلب من ينازع قائد الفريق بنزيمة. لذا لم يدخل الريال على الخط في ماراثون الحصول على توقيع هالاند، بينما بدأ أنشيلوتي بالفعل في ابتكار حلول مثل إعادة توظيف إيدين هازارد في مركز المهاجم الوهمي، والتي قد تكون الفرصة الأخيرة للبلجيكي في سانتياغو برنابيو بعد أعوام من انطفاء نجمه تماما منذ وصوله مدريد.

ومع عدم حسم ألبارو أودريوزولا لمستقبله بعد وعدم تمكن ماريانو من إيجاد عرض ملائم، رغم أنه لا يريد قضاء موسمه الأخير في عقده مع الريال داخل سانتياغو برنابيو، لا يزال الريال يمتلك ماركو أسينسيو، ويتعين عليه اتخاذ قرار حيال داني سيبايوس الذي يحظى بثقة أنشيلوتي لكنه يريد الرحيل رغم ذلك، عالما بأنه لن يلعب باستمرار ولن يكون له دور أساسي مثل ذلك الذي وعده به ريال بيتيس. بالتالي ستكون رغبته في تمثيل (لا روخا) بـ”المونديال” في نونبر المقبل متوقفة على قرار مشترك يجدر بالطرفين اتخاذه خلال الأيام الأخيرة من موسم الانتقالات الصيفية الحالي.

ومثلما أنهى بيل ارتباطه بالميرينغي بعد حقبة حافلة بالأمجاد والنجاحات المحفورة في وجدان كل مشجع، رحل البرازيلي مارسيلو صاحب الـ25 بطولة مع ريال مدريد ليصير اللاعب الأكثر تتويجا بالألقاب في تاريخ الفريق، وكذلك إيسكو ألاركون الذي ارتحل إلى إشبيلية سعيا وراء السعادة التي افتقدها على مدار العامين الماضيين.

سوف يخوض ريال مدريد موسما صعبا بالتأكيد، فمن جانب ستكون المنافسة على لقب الليغا محمومة للغاية وقد اختبر ذلك أثناء فترة الإعداد للموسم الجديد حين خسر أمام برشلونة المدجج بالصفقات الجديدة اللامعة (0-1)، قبل أن يتعادل مع أمريكا المكسيكي (2-2)، ثم استعاد ذاكرة شخصية البطل على حساب يوفنتوس وفاز عليه (2-0)، خلال جولة بالولايات المتحدة كان آخر هم أنشيلوتي فيها هو النتائج، بل كان جل اهتمامه منصبا على يوم 10 غشت الجاري موعد أول الألقاب التي ينافس عليها الفريق.

ويلتقي ريال مدريد بعد غد آينتراخت فرانكفورت في نهائي كأس السوبر الأوروبي، على أمل أن التتويج باللقب قد يكون إيذانا بحصد كل البطولات الست التي تطالها يدا ريال مدريد هذا الموسم.

بيد أن التحدي الأصعب سيكون الحفاظ على مستوى مماثل لذلك الذي ظهر به الفريق خلال الموسم الماضي، وربما أفضل، لأن الجمهور لن يقبل بأقل من ذلك.

إم. أوريليان إيدين هازارد إيسكو بورخا بورخا مايورال لوكا يوفيتش مارسيلو مارسيلو مارسيلو

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

صوت وصورة
لاعبات الوداد: بنجلون الرعب بالنسبة للفرق
الأحد 23 مارس 2025 - 20:48

لاعبات الوداد: بنجلون الرعب بالنسبة للفرق

صوت وصورة
‏النقاش: المبتغى هو تطعيم فريق الوداد الأول
السبت 22 مارس 2025 - 22:42

‏النقاش: المبتغى هو تطعيم فريق الوداد الأول

صوت وصورة
عميد النيجر: خانتنا الطراوة البدينة أمام المغرب
السبت 22 مارس 2025 - 01:11

عميد النيجر: خانتنا الطراوة البدينة أمام المغرب