خطف الرياضيون البارالمبيون المغاربة، مرة أخرى، الأضواء في العاصمة الفرنسية باريس واسترعوا اهتمام المتتبعين والمتخصصين، بعد توقيعهم على مشاركة متميزة وتاريخية، في الدورة ال17 للألعاب البارالمبية، التي أسدل الستار على فعالياتها مساء أمس الأحد.
ورفع المغرب رصيده إلى 15 ميدالية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ المشاركة المغربية في الألعاب البارالمبية، منها ثلاث ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات.
وكان وراء هذا الإنجاز الرائع أبطال أبدعوا وتألقوا ورفعوا العلم الوطني خفاقا بفضل إراداتهم القوية وإصرارهم على إيجاد موطىء قدم لهم على خارطة الرياضة المغربية، ومعها العالمية.
وتعتبر المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، هي الأفضل للمملكة حيث نم الفوز بسبع ميداليات في دورتي 2008 ببكين و 2016 بريو دي جانيرو و11 ميدالية في دورة طوكيو.
وقد أبت فاطمة الزهراء الإدريسي إلا أن يكون مسك ختام المشاركة المغربية في دورة باريس ميدالية الفوز بذهبية انتزعتها في الماراطون لفئة (ت 12) بعد أن سيطرتها الكاملة على السباق (2 س و48 دقيقة و36 ثانية)، مضيفة في طريقها إلى منصة التتويج إنجازا آخر بتحطيمها الرقم القياسي العالمي للسباق (2 س و54 د و13 ث).
وتشاركت الإدريسي الفرحة ومنصة التتويج مع مواطنتها مريد نوغي، التي آزرتها طوال السباق، ونالت الميدالية الفضية بتوقيت 2 س و58 د و18 ث.
وانضافت ذهبية الماراطون إلى ميداليتين من ذات المعدن نالهما كل من منصف بوجا في سباق 400م لفئة (ت 12) وأيمن الحداوي في سباق 400م لفئة (ت 47)، هذا الأخير الذي حطم بدوره الرقم القياسي العالمي مسجلا 46 ث و65 / 100.
وتعزز الحصاد المتميز، الذي مكن المغرب من احتلال المركز 32 في الترتيب العام لـ147 بلدا، بست ميداليات فضية جاءت بواسطة فاطمة الزهراء الإدريسي في سباق 1500م لفئة (ت 13) وعبد الاله كاني في دفع الجلة، ويسرى كريم في رمي القرص لفئة (ف 41) وعز الدين النويري في دفع الجلة لفئة (ف 34) وأيوب السادني في سباق 400م لفئة (ت 47)، ومريم نوغي في سباق الماراطون.
ولم يتوقف عداد الميداليات، التي أحرزها المغرب في هذه الدورة، عند هذا الحد، بل انضافت إليها ست ميداليات برونزية أخرى أضافها إلى هذا الرصيد، فضلا عن الأمين الشنتوف، الذي اكتفى بالمركز الثالث في سباق الماراطون، كل من أيمن الحداوي في سباق 100م لفئة ت 47، وأيوب أدويش في وزن أقل من 63 كلغ لفئة ك 44، ورجاء أقرماش في وزن أكثر من 65 كلغ للفئة ذاتها في رياضة الباراتايكوندو، وسعيدة عمودي في دفع الجلة لفئة ف 34، وعز الدين النويري في دفع الجلة لفئة (ف 33) .
والأكيد أن هذه النتائج المتميزة، التي حققها الأبطال المغاربة، لم تكن محض صدفة، بل كانت نتيجة للمجهودات والعمل الجاد الذي ما فتئ القيمون على رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، سواء الجسدية أو البصرية، يقومون به منذ آخر بارالمبياد في طوكيو.
وتعد هذه عاشر مشاركة للمغرب في الألعاب الأولمبية الموازية (البارالمبية) بعد دورات 1988 في سيول، و1992 ببرشلونة، و1996 بأتلانتا، و2000 بسيدني، و2004 بأثينا، و2008 ببكين، و2012 بلندن، و2016 بريو دي جانيرو و2020 بطوكيو. وعزز المغرب غلته من الميداليات، منذ أول مشاركة له في الألعاب البارالمبية سنة 1988، لتصبح 53 ميدالية، 19 منها ذهبية و17 فضية و17 برونزية.
يذكر أن المغرب شارك في الدورة ال17 للألعاب البارالمبية باريس 2024 بوفد قوامه 38 رياضيا ورياضية (24 من الذكور و14 من الإناث) تباروا في مسابقات كرة القدم الخماسية للمكفوفين والبارا تايكواندو وسباق الدراجات وكرة المضرب ورافعات القوة وألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة وألعاب القوى للمكفوفين وضعاف البصر. وشدد المدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، سعيد المريني، على أن هذه النتائج، التي حققها الأبطال المغاربة في بارالمبياد باريس، هي ثمرة العمل الجاد الذي تقوم به الأطر الوطنية والاستراتيجية التي تعتمدها الجامعة في تكوين الرياضيين، والتي أعطت أكلها خلال هذه المحطة المهمة.
وعبر المريني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن أمله في مواصلة العمل والحفاظ على هذا المستوى بغية تحقيق أرقام قياسية جديدة والفوز بعدد أكبر من الميداليات في البارالمبياد المقبل.
ودعا إلى تضافر الجهود من أجل تحقيق الأفضل، خاصة مع تزايد عدد الأنواع الرياضية المشاركة في الألعاب البارالمبية والتي تمكنت أغلبها من انتزاع ميداليات على غرار رياضة البارالتايكوندو.
يجب على الدولة ممثلة بالملك أن تكرم هؤلاء الأبطال خير تكريم.
رياضيون و رياضيات يستحقون كل التقدير والاحترام ،