امحمد أوزال.. "الحكيم" الذي يلعب دور "المنقذ" في أطوارِ "مسلسل" حسبان مع الرجاء‎

امحمد أوزال.. "الحكيم" الذي يلعب دور "المنقذ" في أطوارِ "مسلسل" حسبان مع الرجاء‎
الجمعة 16 مارس 2018 - 13:00

عَاد اسمه ليتردّد على لسان كل “رجاوي” متتبّع لمسلسل رئاسة سعيد حسبان للنادي “الأخضر”، منذ تولي الأخير للمهمة، صيف سنة 2016، إذ لم يتوان امحمد أوزال في الظهور بين الفينة والأخرى للعب دور “الحكيم” في سيرورة أحداث ميّزت الفترة “التسييرية” الساخنة، كما هو مشهود له داخل الأوساط الداخلية للنادي “الأخضر” بصفته رئيسا للجنة الرؤساء السابقين للرجاء.

العارف بخبايا الشأن الداخلي “الأخضر”، يعلم أن تزكية أوزال لاسم سعيد حسبان رئيسا يخلف سلفه محمد بودريقة، كانت لتلخص، بطريقة غير مباشرة، مشهد ذلك الجمع العام “الرمضاني” الذي كتب أولى فصول “المسلسل” الذي سيطول مع مرور الوقت، إلا أن رئيس “الحكماء” لم يعلم حينها أن الماسك الجديد بزمام السلطة التسييرية للنادي “الأخضر” يملك غصة “هزائم” جموع عامة سابقة تذيّل فيها ترتيب التصويت، عائد لينقض بالنواجذ على عرش مركب “الوازيس” بمفرده، دون حاجة إلى الوصاية من الأعلى.

“حكمة” بسط إستراتيجية العمل

لم تمر سوى بضعة أيام عن جمع عام 19 يونيو، الذي شهد تربّع سعيد حسبان على رئاسة الرجاء، حتى ظل الأخير يغرّد وحيدا خارج “السرب”، بعد أن قدّم ستة من أعضاء لائحة ترشحه حينها، والمفترض أن تشكل تركيبة مكتبه المسير، استقالتهم، في الوقت الذي لاحظوا فيه “عزلة” الرئيس الجديد في العشرة أيام التي تلت انتخابه، إذ “شرع حينها في تشخيص الوضع داخل النادي، بشكل انفرادي، وذلك على الرّغم من اتصالات بعض الأعضاء في اللائحة، الذين أبدوا رغبتهم في الاستشارة معه ووضع مخطّط عمل مستقبلي، لاسيما أن البعض منهم مستعد للمساهمة بموارد مالية في خزانة النادي لإنقاذه من الأزمة التي يمر منها”، يقول أحد أعضاء المكتب المسير السابق في حديثه للجريدة حينها.

هنا ظهر امحمد أوزال، حيث اعتبر آنذاك العقل “المدبر” للندوة الصحفية الشهيرة التي عقدها حسبان، خلال متم يونيو 2016، بسط خلاله مخطّط “مارشال” وناشد بتدخّل الدولة لإنقاذ الرجاء.. اعتبرت حينها الشرارة الأولى لأزمة خانقة داخل النادي “الأخضر”.. مصدر مقرّب من كواليس الأخير، كشف أن الرئيس الحالي للرجاء استشار وقام بالتنسيق في الموضوع مع رئيس “الحكماء” وعبد السلام حنات، الرئيس السابق، بالإضافة إلى أحد المنخرطين، الذي كان يصطف إلى جانب “معارضي” الرئيس السابق قبل أن ينقلب إلى أشد المطالبين برحيل الرئيس الحالي.

“حكمة” امتصاص الغضب

نعود بعجلة الزمن إلى تاريخ 8 نونبر الذي تلى أشهر “عسل” رئاسة حسبان، حين امتص الأخير غضب المحيط “الرجاوي”، وذلك بالإعلان عن التعاقد مع مستشهر صيني، وهو ما نقله الأخير إلى اجتماع عقده مع “برلمان” النادي.. ظل راعي الهواتف الذكية مجرد “وهم” لامتصاص غضب الفعاليات “الرجاوية” في ظل تفاقم الوضع الماضي المؤرّق، فلم يفلح أوزال حينها في تجسيد وعده بتوفير هذا المستشهر على أرض الواقع.

عاد مجددا “الحكيم” ليلم شمل “الرجاويين” على طاولة الحوار، من خلال لقاء في متم دجنبر الموالي، وذلك لتدارس المستجدات المتعلقة بالنادي “الأخضر” وحول مدى تشبّثهم بالدعم المطلق للرئيس الحالي سعيد حسبان لتجاوز الأزمة التي يمر منها النادي، إضافة إلى تفويض الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لهم في التصرّف في المسألة المتعلّقة بصرف المنحة المخصّصة للنادي من قبل السلطات المحلية لمدينة الدار البيضاء.

كان الجميع يترقّب أن يخرج اللقاء بخلاصات حاسمة تهم مصير الرجاء، قبل أن يخرج الرئيس سعيد حسبان إحدى أوّل أوراقه “الرابحة” في “لعبة” الهروب إلى الأمام، من خلال تسخير كاتبه العام آنذاك للإعلان عن تاريخ “وهمي” لجمع عام استثنائي لم ير النور في تواريخ أخرى إلى غاية اللحظة..

“حكمة” تدبير الاختلاف

اختلفت رؤى لجنة “أوزال” والرئيس سعيد حسبان في المدى المتوسّط والبعيد، فانطلق التفكير في سبل الانتقال إلى مرحلة أخرى، خاصة في ظل الصراع المحتدم على مستوى المكتب المديري للنادي “الأخضر”، بين تأييد رئيسه محمد سايبوب لاستمرار حسبان ومعارضة “الحكماء”، الأخير عبّر عن رغبته في رئاسة المكتب المديري، ومنه تدبير شؤون فرع كرة القدم، معيدا للواجهة شرعية المكتب المديري الحالي، بعد تغيير القانون الأساسي للنادي خلال جمع عام استثنائي، في عهد الرئيس السابق محمد بودريقة، الأخير الذي اتصل به أوزال من أجل العودة إلى الواجهة التسييرية، رغم الخلاف الذي كان بين الطرفين.

أضحى حسبان أمام فوهة بركان، حيث كان سيناريو عقد جمع عام استثنائي يلوح في الأفق، تنبثق عنه لجنة مؤقّتة يقودها أوزال إلى غاية نهاية الموسم.. لكن، سرعان ما تبخّر الطرح في ظل رفض رئيس “الحكماء” ومن معه الانخراط في حملة “الإطاحة” بالرئيس الحالي، والتي قادها مجموعة من منخرطي النادي عبر عريضة توقيعات.

رغبته في البقاء خلف الستار، لم تثنه عن التدخّل في شؤون الرجاء التسييرية، حيث أراد أوزال لم الشمل ووضع القاطرة في السكة الصحيحة، على الرّغم من حدوث “شرخ” في علاقته بالرئيس سعيد حسبان، حين عبّر له الأخير عن تشبّثه بكرسي الرئاسة، مما دفع “الحكيم” إلى استثمار تاريخ 8 أبريل المحدّد سلفا لعقد جمع عام غير عاد، من أجل تقديم مرشّحه زكي السملالي ليحظى بثقة “برلمان” الرجاء.. الطموح الذي لم يتحقّق رغم المساعي الجاهدة.

“حكمة” الخطوة إلى الخلف

تراجع امحمد أوزال عن تولي رئاسة فروع الرجاء الرياضي مع استمرار سعيد حسبان في مواصلة رئاسته للرجاء بصفة عادية، في الوقت الذي أضحى اللجوء إليه ورقة يلعبها المنخرطون وقت “الضيق”، إذ كان الصيف الماضي ساخنا داخل الوسط “الرجاوي” في ظل اللقاءات المتكرّرة و”الخطط” المستمرّة من أجل إسقاط الرئيس الحالي، في وقت ظل الأخير متفرّجا على حلقة من صراع بين “الحكماء” والرئيس السابق محمد بودريقة على من ينصب رئيسه المقبل، دون الأخذ بعين الاعتبار تشبّث حسبان بكرسي الرئاسة إلى أجل غير مسمى.

ظهور “اسم” محمد بودريقة على السطح وما قابله من “فيتو” أوزال ومن معه، جعل “الركود” يخيّم، في ظل تناسل شائعات عقد جمع عام استثنائي في أكتوبر، وهو ما لم يكن سوى “خطة” لربح الوقت في ظل عدم وجود “بروفايل” يحظى بالإجماع في حال إذا بلغ الجميع مرحلة “ما بعد حسبان”، خاصة مع تدخّل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حينها برفض أي مساع لـ”انقلاب” غير قانوني داخل البيت “الرجاوي”.

6 شتنبر 2017.. هذا التاريخ الذي استقر عليه “حكماء” الرجاء بقيادة امحمد أوزال وهم يظهرون إلى العلن، ذات أمسية حزينة من عزاء الراحل عبد المجيد الظلمي، إذ حضر الرؤساء السابقون مجتمعين على نفس طاولة صناع القرار الكروي في المغرب، مما استبشر معه الشارع “الرجاوي” خيرا في قرب نهاية مرحلة سعيد حسبان.. نفس الأسطوانة تتكرّر: لا جديد يذكر وظل القديم يعاد…

“حكمة” العودة بشخصية “المنقذ”

لا يخفى على أحد تلك “الكاريزما” التي يحظى بها امحمد أوزال باعتباره مسيرا ذا حنكة داخل الأوساط الرياضية المغربية والعلاقات التي يملكها الرجل، ما من شأنه أن يعود بالنفع على النادي الذي تولى رئاسته لسنوات وظل مقترنا به رغم ابتعاده عن الأضواء، إذ شكّل أوزال حلقة التواصل الأولى في مشكل تدبير الأزمة المادية للنادي “الأخضر”، انطلاقا من تدخّله لدى السلطات المحلية للتصرّف في المنحة السنوية المخصّصة للرجاء، مرورا بتواصله مع الجامعة لإحداث ذلك الحساب “الاستثنائي” المودع لدى الجهاز الكروي للتصرّف في معاملات النادي “الأخضر” المادية إلى غاية البحث عن موارد مالية ونسج علاقة “الثقة” مع الرعاة الأساسيين للفريق.

من هذا المنطلق، عاد أوزال إلى الواجهة بشكل واضح، وهو يتدارس سبل تصريف الأزمة مع عدّة متداخلين في شأن “الخضر”، إذ تلقى أخيرا تطمينات من جهات “نافذة”، لمساعدته ماديا في تدبير أزمة الفريق، خصوصا في ما يتعلّق بصرف مستحقات اللاعبين، من أجور شهرية ومنح مباريات ومنح التوقيع، مما شجّعه هذه المرة على قبول مقترح قيادته لجنة مؤقّتة لتسيير الرجاء البيضاوي، في الفترة ما بين 31 مارس و30 يونيو المقبلين.. كأن به يلعب دور “البطولة” بإخراج حسبان من الباب الواسع الذي أدخله منه قبل سنتين.

الرجاء الرياضي المغرب دون كان
صوت وصورة
الكوكب المراكشي يتعادل خارج الميدان مع رجاء بني ملال
الأحد 17 مارس 2024 - 12:37

الكوكب المراكشي يتعادل خارج الميدان مع رجاء بني ملال

صوت وصورة
تيفوات مبهرة وكراكاج متميز من جماهير فريق الدفاع الحسني الجديدي
الأحد 17 مارس 2024 - 11:00

تيفوات مبهرة وكراكاج متميز من جماهير فريق الدفاع الحسني الجديدي

صوت وصورة
مدرب السوالم: سنبقى في الدوري الاحترافي.. ورحيمي: أعتذر عن هدفي
الأحد 17 مارس 2024 - 01:07

مدرب السوالم: سنبقى في الدوري الاحترافي.. ورحيمي: أعتذر عن هدفي