عبد المجيد الظلمي.. أُسطورة صامِتة ومايْسترو زمَانه ومَعشُوق كل أعدائِه

عبد المجيد الظلمي.. أُسطورة صامِتة ومايْسترو زمَانه ومَعشُوق كل أعدائِه
الجمعة 28 يوليو 2017 - 20:20

صدم المغاربة ليلة البارحة بخبر وفاة الأسطورة المغربية عبد المجيد الظلمي في سن الرابعة والستين في منزله وبين أسرته الصغيرة، وأثَّر ذلك أيضا في العائلة الرياضية الكروية المغربية، بل حتى أن الجيل الجديد والذي لم يواكب عصره تلقى ضربة قوية بعد سماع الخبر.

“العود” وهو اللقب الذي أطلق عليه منذ بداياته، كان نجما هادئا لا يحاول إثارة الفوضى من حوله بهدف الشهرة، بل بالعكس، فمنذ أوَّل مبارياته سنة 1970 مع شبان فريق الرجاء البيضاوي والجميع يستشرق لاعبا موهوبا بلمسات قل نظيرها في زماننا هذا، وأظهر للعيان أن طريقة لعبه سهلة وعادية، في حين أنها شكَّلت للخصوم عقدة اسمها “الظلمي”، من خلال طريقة المراوغة وشكله “الهيبي” وصغر حجمه داخل قميص الرجاء والمنتخب الوطني.

لمدَّة عشرين سنة، سطع نجم “المايسترو” لينضم للمنتخب المغربي في أزهى فتراته بعد جيل “مكسيكو 70″، ولعب في البداية مع منتخب الكبار سنة 1974 مدافعا أيسر في مواجهة المنتخب السنغالي وتحت إشراف المدرِّب الروماني ماردارسكو، وآنذاك، تنبَّأ له رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم البرازيلي جواوهافلانج الذي تتبَّع هذا اللقاء بمستقبل كبير، وهي شهادة أجبرت ابن البيضاء على مواصلة العمل والتألُّق بقميص “الأسود”.

تطوَّر مستوى الظلمي وصنَّف نفسه بتقنياته المميَّزة وأسلوبه الخاص من بين عظماء الكرة المغربية والإفريقية في مركز وسط الميدان، وصنع الأهداف ذات يمين وذات شمال، حتى أنه شهد على كأس إفريقيا الوحيدة في تاريخ المغرب سنة 1976 في أديس أبابا الإثيوبية، إلى جانب رفاقه بالأمس وأساطير الكرة الوطنية منهم أحمد فرس وعسيلة وحميد الهزاز وآخرون.

في سجل الأساطير المغربية لابد وأن نجد بين السطور اسم الظلمي، كيف لا وأنه قاد المنتخب إلى إنجاز جديد بعد اللقب الإفريقي نحو إنجاز عالمي في “مكسيكو 86″، حينما استطاع فريقه تجاوز المراحل الأولى لكأس العالم ليصل إلى الدور الثاني، بعد ثلاث مباريات تاريخية ومتصدِّرا مجموعته التي ضمَّت عباقرة الكرة من بينها المنتخب الإنجليزي والبولندي والبرتغالي، قبل أن تتوقَّف الرحلة أمام العنيد الألماني.

شكَّل انتقاله إلى فريق “الأولمبيك البيضاوي” صدمة للرجاويين، واعتبروا ذلك تفريطا في نواة الرجاء وأمرا غير مقبول بحكم أن اللاعب ابن للمدرسة “الخضراء”، لكنه عاد بعدها إلى صفوف الفريق موسم 1990/1991 واعتزل بعدها سنة 1991 وفي رصيده أربع كؤوس للعرش، وكأس إفريقية لم يقو أي لاعب طيلة 41 سنة على جلبها لخزينة المغرب، ومحقِّقا أيضا رقما قياسيا لعدم تلقيه أي طرد طيلة عشرين سنة من الممارسة، واعترافا دوليا بمنحه جائزة اللعب النظيف لروحه الرياضية العالية.

خارج الميدان لم يكن كثير الكلام ولا صاحب مبادرات إعلامية، يزن ما يقول في خرجاته لوسائل الإعلام على قلَّتها، مفضِّلا البقاء بعيدا عن الأضواء لتفادي مشاكل في غنى عنها، وهو ما فرض به الاحترام على الجميع، جماهيره وحتى خصومه، ليبقى لغزا غير مفهوم لدى الجميع وأسطورة إفريقية ومغربية صامتة ودون بهرجة.

رحل عنا الظلمي بعدما كان يستعد لأداء مناسك الحج، لكنه لم يرحل من أذهاننا ولا من صور التاريخ القديم، والتي أرَّخها البعض من خلال سيرة ذاتية في كتاب سيرة تحت عنوان “عبد المجيد ظلمي.. المايسترو” للصحافي كريم إدبيهي، لكنَّه سيبقى خالدا وراسخا في سطور السجل الذهبي لكرة القدم المغربية، وستتذكَّره كل الأجيال لأن ذكراه مفخرة لها.

المغرب كان
صوت وصورة
حكيمي: سنستعد جيدا لحصد "كان" 2025
السبت 23 مارس 2024 - 02:30

حكيمي: سنستعد جيدا لحصد "كان" 2025

صوت وصورة
بنمحمود: رحيمي عاد لمكانه الطبيعي ودياز قدم مباراة جيدة
السبت 23 مارس 2024 - 02:29

بنمحمود: رحيمي عاد لمكانه الطبيعي ودياز قدم مباراة جيدة

صوت وصورة
عطية الله: انتصار مهم أمام أنغولا
السبت 23 مارس 2024 - 02:26

عطية الله: انتصار مهم أمام أنغولا