عندما تذكر اسم يوسف بلخوجة للمغاربة عامّة والوداديين خاصّة، لن تسمع إلا عبارات إيجابية وصفات جعلته محبوبا لدى الجميع، إذ تأثر الجميع حين وافته المنية في “الديربي” البيضاوي في نصف نهائي كأس العرش المغربي، وكان ذلك يوم الـ29 شتنبر في سنة 2001.
المرحوم بلخوجة ذو الرابع والعشرين عاما آنذاك، لم يكن يعلم أن مشاركته في ديربي البيضاء ستكون آخر مباراة له في مساره الكروي، فشارك في دقائق معدودة منها قبل أن يغمى عليه فوق أرضية الميدان بطريقة جعلت الكل يوجّه اللوم لزكرياء عبوب، لاعب الرجاء، اعتقادا منهم أنه السبب في إصابته، قبل أن يكتشف الجميع أنه كان يريد مساعدته بعد سقوطه المفاجئ، كما أن الحدث رافقه خوف وقلق كبيران من طرف الجماهير التي صدحت باسمه لعل ذلك يعيده إلى وعيه، لكن ذلك لم يحدث، وغادر اللاعب إلى مثواه الأخير.
أزقّة مدينة القنيطرة شهدت بزوغ نجم النادي القنيطري السابق، حيث التحق بمدرسة الفريق ولعب في كل فئاته، قبل أن يلتحق بنادي الوداد سنة 1999، ويلعب أوّل مباراة معه يوم 26 شتنبر من العام نفسه أمام الاتحاد البيضاوي، فيما حمل قميص المنتخب الوطني صيف 2001، وسجّل أوّل حضور له أمام المنتخب الكيني في تصفيات كأس أمم إفريقيا، وانتهت بالتعادل في “ويندهوك” بهدف لكل منهما؛ كما كان مقررا أن يشارك في المعسكر التدريبي للاعبين المحليين يوم الثاني من أكتوبر، أي بعد يومين من وفاته.
جماهير الوداد بادرت سنة 2011 في إحدى مباريات دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري إلى تكريم اللاعب الراحل، ولم تنس ما قدّمه بلخوجة لفريقها، حين رفعت الوينرز “تيفو” بعنوان: “نم في سلام نومة الأبطال .. فذكراك مفخرة لكل الأجيال”، وهي الرسالة التي تبرز قيمة اللاعب الكروية وأيضا الإنسانية، باعتباره واحدا من اللاعبين الخلوقين على الصعيد الوطني، لتنتهي مسيرة بلخوجة من حيث انطلق.. من الملعب وغادر من الرقعة نفسها التي أراد أن يكون نجما فيها ذات يوم.