كُلّ من ينزل لزيارة “أم الدنيا” لأوّل مرّة، خلال فترة انتخابات أحد أكبر الأندية المصرية الأهلي أو الزمالك، يعتقد وكأن الأمر يتعلّق بانتخابات رئاسية للبلد، وذلك بالنظر إلى حجم الأموال المنفقة فقط من أجل إنجاح هذا الحدث الرياضي، إذ يفاجأ الزائر بلافتات إشهارية ضخمة في أكبر شوارع وميادين البلد، تسوّق لأسماء المرشّحين، مع التعريف بكل عضو في اللوائح، وهو ما عليه مصر في الفترة الحالية، لتزامنها مع انتخابات نادي الأهلي المصري، التي ستجرى نهاية الشهر الحالي.
لا حديث بلسان أهل القاهرة، غير الحديث عن الانتخابات الرئاسية لنادي “القرن”.. الكل هناك ينتظر يوم 30 نونبر، الذي سيعرف تغييرا جديدا في سياسة النادي، وانطلاقة جديدة بعد فقدان “الأميرة السمراء” أمام الوداد البيضاوي.. الحماس يسيطر على الجماهير صغارا وكبارا وحتى نساء، والترقّب يوتّر المرشّحين الاثنين، المتنافسين على كرسي الرئاسة، الذي يرصدان له أموالا ضخمة خلال هذه الانتخابات.
كوبرى أكتوبر، ميدان التحرير، مدينة النصر.. كلها مناطق تكتسي باللون الأحمر، وبلافتات إشهارية ضخمة للمرشّحين، الرئيس الحالي محمود طاهر، وأسطورة كرة القدم المصرية محمود الخطيب، مدعومان برجال أعمال في لوائحهم الانتخابية.. أما المنافسة فتبدو قوية بين الرجلين، غير أن أغلب الأصوات تنادي بمحمود الخطيب، الذي رفع شعار “مجلس إدارة.. بروح الفانلة الحمراء”.
العنصر النسوي يلعب بدوره دورا مهمّا في انتخابات نادي الأهلي المصري، إذ تجد في لائحة المرشّحين، عضو أو عضوتان، تبحث عن مقعد لها داخل النادي في حال الفوز، وهو ما يعطي هذه الانتخابات طعما خاصا، هذا في الوقت الذي يحاول فيه المنافسان التعريف ببرنامجهما الرياضي وإقناع الأعضاء به، بحثا عن ولاية تمتد لأربع سنوات، من خلال تنظيم ندوات صحفية كبرى.
يوم “الحسم”.. في الثلاثين من الشهر الحالي، سيتّجه أعضاء النادي للتصويت في مقر الفريق في “الجزيرة” من أجل اختيار مجلس الإدارة الذي سيتولى تسيير النادي خلال الفترة الأخيرة، إذ يراهن المرشّحان على 30 ألف عضو، بعدما صوّت في آخر انتخابات رئاسية 21 ألف عضو، فيما قرّرت قائمة محمود الخطيب توفير حافلات لنقل الأعضاء وأهاليهم، الذين يملكون حق التصويت، من أجل تسهيل مأموريتهم.
الاختلاف واضح، والمقارنة مستحيلة بين الانتخابات الرئاسية لأكبر الأندية المصرية ونظيرتها المغربية، خصوصا على مستوى التسويق، الاهتمام بالحدث الكروي، وعدد الأعضاء الذين يملكون حق التصويت، ثم الميزانية المخصّصة لتسيير الأندية، والتي تضاعف ميزانية الرجاء والوداد بمرات عديدة، وهو ما يوضّح سبب تفوّق أكبر الأندية المصرية على المغربية، من جميع الجوانب، سواء أتعلّق الأمر بعدد الألقاب، التسيير، أو الجانب التسويقي والمالي.