شهدت المباراة التي جمعت فريقيْ الرجاء الرياضي وسريع وادي زم، التي جرت أطوارها عشية الأحد بملعب الفوسفاط بمدينة خريبكة، أحداث شغب وتكسير وسرقة وُصفت بالكبيرة، بالنظر إلى الوسائل المستعملة في التخريب المتمثلة في السكاكين والسيوف والحجارة والسواطير…، وبالنظر أيضا إلى حجم الخسائر التي سُجلت إلى حدود الساعة.

وأفادت مصادر هسبريس أن انتهاء المباراة بخسارة فريق الرجاء الرياضي أمام فريق سريع وادي زم أثار غضب الجماهير البيضاوية، مما دفعها، مباشرة بعد خروجها من ملعب الفوسفاط، إلى رشق القوات العمومية بجنبات الملعب، قبل أن تتوسع دائرة التخريب بالأحياء السكنية المجاورة.

وأضافت المصادر ذاتها أن الحيّ السكني “البيوت” نال نصيبا كبيرا من أعمال التخريب، حيث تم تكسير عشرات السيارات الخاصة وواجهات المحلات والمنازل، إضافة إلى بوابات المؤسسات المتواجدة بين ملعب الفوسفاط والحي السكني “ياسمينة”، مما أثار الخوف في صفوف السكان بشكل عام، والمتضررين من أعمال الشغب بشكل خاص.

وانتشرت الجماهير الغاضبة من النتيجة بمختلف الاتجاهات، قبل أن يقدم بعض الشبان على إضرام النار في محاصيل زراعية بضواحي مدينة خريبكة، مع استعمال الأسلحة البيضاء لتمزيق واجهات المقاهي والمحلات التجارية، وتخريب عدد من إشارات المرور وإحراق عدد من الدراجات النارية.

وأسفرت أعمال الشغب عن إصابة عدد من رجال الأمن الوطني والقوات المساعدة، من بينهم مسؤول في الشرطة القضائية أصيب في رجله إصابة وُصفت بالبليغة باستعمال الشهب الاصطناعية، مما تطلب إخضاعه للإسعافات الأولية بمدينة خريبكة، قبل أن يتقرر نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بسبب خطورة الإصابة.

ولم يكتف المخرّبون بتكسير الواجهات والسيارات ورشق القوات العمومية بالحجارة وإضرام النار في الحقول، بل عمل عدد منهم على اقتحام بعض المؤسسات وسرقة محتوياتها، إضافة إلى اقتحام منازل سكنية وبث الرعب في نفوس قاطنيها، خاصة بالحي السكني البيوت وياسمين وما بينهما.

واستنكر متتبعون للشأن المحلي بخريبكة ما حدث من تخريب، خاصة أن المدينة لا علاقة لها بالمباراة التي جمعت بين “الفريق البيضاوي” و”الفريق الواد زمي” على أرضية ملعبها، بسبب تأخر الأشغال التي يعرفها ملعب مدينة وادي زم، واضطرار الفريق إلى استقبال ضيوفه على بملعب الفوسفاط بمدينة خريبكة.

وفي الوقت الذي استمرت القوات العمومية، إلى وقت متأخر من الليل، في مطاردة الواقفين وراء أعمال الشغب بين مدن خريبكة وبولنوار وبوجنيبة ووادي زم والدار البيضاء، طالب نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تعليقاتهم على صور التخريب، بضرورة إيقاف أكبر عدد من المخرّبين، وتشديد العقوبات على المتورطين، سواء تعلق الأمر بمحسوبين على جماهير الرجاء الرياضي أو سريع وادي زم.

وعاد موضوع تنقل الجماهير لمتابعة فرقها خارج ميادينها إلى واجهة النقاش، حيث طالب المتفاعلون مع الأحداث بضرورة منع الجماهير من التنقل إلى المدن الأخرى، والسماح لكل جمهور بمتابعة فريقه على أرضية ملعبه في مدينته فقط، تجنبا لوقوع مثل الأحداث التي شهدتها مدينة خريبكة.

يشار إلى أن المباراة التي جمعت فريقيْ الرجاء الرياضي وسريع وادي زم، برسم الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم، انتهت بفوز “السريع” بهدف دون مقابل، سجله اللاعب المهدي مفضل في تمام الدقيقة 71.