تُوشك حقبة النجم الدولي المصري محمد صلاح الزاخرة بالألقاب مع فريقه ليفربول على أن تمتد لعقدٍ كامل، بعدما وقّع قائد منتخب “الفراعنة” عقدًا جديدًا مع متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، واضعًا بذلك حدًا لأشهر من الجدل حول مستقبله مع النادي.
وكان صلاح (32 عامًا) أحد ثلاثة عناصر أساسية في صفوف ليفربول، إلى جانب الظهير الأيمن الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد، والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، الذين كانت عقودهم ستنتهي بنهاية الموسم الجاري.
وأصبح صلاح أول من يُمدّد عقده من بين النجوم الثلاثة، بعد أن أثبت نفسه كأحد أساطير ليفربول، بتسجيله 243 هدفًا في 394 مباراة في مختلف المسابقات، ليحل ثالثًا في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي.
ولم يعلن ليفربول عن مدة العقد الجديد، الذي تم التوقيع عليه اليوم الجمعة، إلا أن صلاح ألمح إلى استمراره في قلعة “أنفيلد” لعامين إضافيين.
وقال صلاح: “أنا متحمس للغاية. لدينا فريق رائع حاليا. كنا نمتلك فريقا قويا أيضا في السابق، لكني انضممت مجددا لأنني أؤمن بقدرتنا على تحقيق المزيد من البطولات والاستمتاع بكرة القدم”.
وأضاف: “هذا أمر رائع! لقد قضيت أفضل سنوات حياتي هنا. لعبت ثمانية أعوام، وآمل أن أبلغ العشرة. أنا أستمتع بالحياة هنا، وأستمتع بكرة القدم”.
وسبق لصلاح أن تُوّج بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في ثلاث مناسبات، سواء بشكل منفرد أو بالمشاركة مع آخرين، كما نال جائزة أفضل لاعب في الدوري مرتين، وحقق سبعة ألقاب كبرى، من بينها الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020، ودوري أبطال أوروبا عام 2019.
وبفضل أهدافه الـ27 هذا الموسم، والتي يتصدر بها قائمة هدافي الدوري، يتربع ليفربول على قمة ترتيب المسابقة بفارق 11 نقطة عن أقرب مطارديه، أرسنال، مع تبقي سبع مراحل على نهاية الموسم.
ويأمل ليفربول في التتويج بلقبه العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، لمعادلة الرقم القياسي كأكثر الأندية فوزًا بالبطولة، والمسجل باسم غريمه التقليدي مانشستر يونايتد.
وعن تمديد عقده، قال صلاح: “أود أن أقول للجماهير إنني سعيد للغاية لوجودي هنا. لقد وقّعت لأنني أؤمن بقدرتنا على الفوز بالمزيد من الألقاب الكبرى. واصلوا دعمكم، وسنبذل قصارى جهدنا لنحقق النجاح معًا”.
وبات صلاح قريبا من تحقيق لقب الهداف للمرة الرابعة، لمعادلة الرقم القياسي الذي يحمله النجم الفرنسي السابق تييري هنري، خاصة في ظل تفوقه بفارق ستة أهداف عن أقرب منافسيه، النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، الذي يغيب حاليا للإصابة.
وكان مستقبل صلاح في ليفربول محل شك كبير خلال فترات من الموسم الجاري، بعدما ارتبط اسمه بالانتقال إلى الدوري السعودي، علما بأن ليفربول رفض عرضا بقيمة 188 مليون دولار لبيعه عام 2023.
وفي استعراض لأسلوب “حافة الهاوية”، أجرى صلاح عدة مقابلات أعرب خلالها عن أنه يخوض موسمه الأخير مع النادي، في ظل عدم وجود اتفاق على عقد جديد آنذاك.
ورغم ذلك، كشف المدير الفني الهولندي لليفربول، أرني سلوت، أنه كان على علم منذ فترة بأن صلاح سيبقى، مشيدًا بالمدير الرياضي ريتشارد هيوز لتأمينه بقاء “الملك المصري”، وهو ما يُعد تحولًا في سياسة النادي، التي كانت ترفض في السابق تقديم عقود مجزية للاعبين فوق الثلاثين.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية اليوم أن مسألة تخفيض راتب صلاح، البالغ 350 ألف جنيه إسترليني (460 ألف دولار) أسبوعيا، لم تكن مطروحة خلال المفاوضات.
وقال سلوت: “محمد صلاح لاعب رائع، ومن الواضح أنه كحرٍّ يمكنه الانتقال إلى أي نادٍ في العالم، لكنه اختار البقاء هنا”.
ويرى سلوت أن بقاء صلاح يعزز جاذبية ليفربول في سوق الانتقالات، قائلا: “هذا يمنح النادي أجواء إيجابية – ربما لا نكون في حاجة ماسة إليها، لكنها تبقى دائما أفضل من الأجواء السلبية”.
وأضاف: “إذا أردت التعاقد مع لاعبين جدد، أو إقناع آخرين بتجديد عقودهم، فإن رؤية أحد نجوم النادي في السنوات السبع أو الثماني الماضية وهو يقرر الاستمرار، يُظهر طموح النادي بوضوح – ليس فقط صلاح، بل أيضا ملاك النادي”.
ويتجه التركيز الآن إلى ما إذا كان فان دايك وألكسندر-أرنولد سيحذوان حذو صلاح.
وقال فان دايك، الذي انضم إلى ليفربول عام 2018، في تصريحات نُشرت يوم الاثنين الماضي، إنه يقترب من توقيع عقد جديد.
وقال قائد ليفربول، الذي سيبلغ الرابعة والثلاثين من عمره في يوليوز المقبل: “هناك تقدم، نعم. هذه مناقشات داخلية، وسنرى ما سيحدث”.
أما ألكسندر-أرنولد، فيُعد الأكثر ترجيحا للرحيل، خاصة بعد التقارير التي ربطته بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.