المسؤوليات الكبرى لرئيس الرجاء المستقبلي بنظرة من برلمان "النسور"

يُعد منصب رئيس نادي الرجاء الرياضي مسؤولية جسيمة في ظل الأزمات المتراكمة التي أثرت على الفريق خلال السنوات الماضية، وأدت إلى تراجع مستواه محليًا وقاريًا.

وتنتظر الرئيس القادم مجموعة من الملفات الشائكة التي تتطلب إدارة حكيمة واستراتيجية واضحة لإعادة الفريق إلى مساره الصحيح.

الإدارة التقنية ولجنة التعاقدات

تُشكل التعاقدات أحد أبرز التحديات التي واجهت الرجاء في المواسم الأخيرة، حيث أبرم النادي عدة صفقات لم تحقق الإضافة المرجوة. ولتفادي تكرار هذه الأخطاء، يرى بعض المنخرطين أن الحل يكمن في إنشاء لجنة تقنية يرأسها المدير الرياضي الحالي، محمد مديح، لتتولى مسؤولية الانتدابات وضمان جودتها.

وفي تصريح خاص لـ”هسبورت”، شدد أحد المنخرطين على ضرورة أن “تتحمل اللجنة التقنية المسؤولية الكاملة في التعاقدات لضمان انتقاء لاعبين قادرين على حمل قميص فريق الرجاء وتقديم الإضافة المرجوة، وتفادي الأخطاء السابقة التي أضرّت بالنادي ماليًا ورياضيًا”.

تفعيل الشركة الرياضية وجذب المستثمرين

يُعد التحول إلى شركة رياضية خطوة ضرورية لضمان استدامة النادي ماليًا، لكن يجب أن يتم ذلك وفق رؤية واضحة تُحفز المستثمرين على شراء أسهم الفريق.

وأكد أحد المنخرطين أن “الاحتراف يفرض الابتعاد عن منطق الجمعية والاتجاه نحو تفعيل الشركة، مع ضرورة توفير ضمانات استثمارية عبر زيادة المنح، حقوق البث، وعقود الرعاية، لضمان استقرار مالي مستدام للفريق”.

تجديد عقود اللاعبين وضمان استمرارية الركائز الأساسية

يواجه رئيس الرجاء الجديد تحديًا كبيرًا في الحفاظ على ركائز الفريق، خاصة اللاعبين الذين أوشكت عقودهم على الانتهاء.

وأكد أحد المنخرطين أن “الرئيس الجديد مطالب بتقديم مشروع رياضي واضح واستقرار إداري ومالي لإقناع اللاعبين الأساسيين بالاستمرار مع النادي، وضمان عدم فقدان عناصر مؤثرة في المستقبل”.

البحث عن موارد مالية وإبرام عقود رعاية قوية

تعاني خزينة الرجاء من أزمات مالية متكررة، ما يستدعي البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز المداخيل.

ويواجه الرئيس الجديد تحديًا كبيرًا يتمثل في استقطاب مستشهرين بعقود مالية ضخمة، بالإضافة إلى استغلال الشعبية الكبيرة للفريق لتعزيز العوائد المالية عبر تسويق المنتجات الرسمية، وتحسين استراتيجيات التسويق الإلكتروني، مما يساهم في تحقيق الاستقرار المالي للنادي.

تكوين اللاعبين والاعتماد على أبناء النادي

يُعتبر التكوين أحد الركائز الأساسية لاستمرارية نجاح أي فريق. وقد أكد أحد المنخرطين أنه “من غير المقبول أن يفرط الرجاء في لاعبيه الشباب الذين يحملون هوية النادي، خاصة وأننا نشاهد تألقهم في فرق أخرى داخل البطولة الوطنية”.

وأضاف: “من الضروري أن تستثمر الإدارة الجديدة في الفئات السنية، وتعمل على تطوير أكاديمية النادي، ومنح الفرصة للمواهب الشابة في الفريق الأول بدل اللجوء إلى انتدابات غير مضمونة النجاح”.

تسوية النزاعات وتجنب تكرار سيناريو “المركاتو الشتوي”

شهد الرجاء في السنوات الأخيرة العديد من النزاعات القانونية مع لاعبين ومدربين سابقين، مما أثر سلبًا على ميزانيته وصورته.

وأوضح أحد المنخرطين أن “الإدارة الجديدة مطالبة بوضع استراتيجية واضحة لتسوية الملفات العالقة بشكل ودي، من أجل رفع المنع من التعاقدات وتجنب تكرار سيناريو مركاتو الشتاء، إضافة إلى وضع سياسة صارمة لتفادي التعاقدات غير المدروسة التي قد تؤدي إلى أزمات مالية وقانونية مستقبلية”.

الحاجة إلى رئيس بشخصية قيادية قوية

إلى جانب هذه التحديات، يرى المنخرطون أن الرجاء بحاجة إلى “ربّان سفينة” يتمتع بشخصية قيادية قوية، قادر على مواجهة التحديات والصراعات الداخلية والخارجية.

وفي هذا السياق، صرح أحد المنخرطين: “الرجاء بحاجة إلى رئيس قادر على توحيد جميع مكونات النادي، والدفاع عن حقوقه، وتعزيز مكانته، بدل أن يكون منصب الرئيس مجرد لقب دون تأثير حقيقي على مستقبل الفريق”.