عبد الله بليندة.. "مَعْلَمة" جمعت بين اليَدِ والقدم وسَخّرت حَياتها للرياضة

عبد الله بليندة.. "مَعْلَمة" جمعت بين اليَدِ والقدم وسَخّرت حَياتها للرياضة
الثلاثاء 16 أغسطس 2016 - 11:30

كان شخصية رياضية فذة وفردا من بين قلة نجحوا في رسم مسار رياضي متألق. كان مشواره حافلا، صَنع بداياته بيَدَيْه وكرة، وحَفر اسمه في الذاكرة وهو يداعب مستديرة بقَدمَيْه. بين كرتي اليد والقدم قَسّم حُبه للرياضة، لكنه ظل وفيا للفتح الرباطي، قبل أن يقرر نشر خبرته بين أندية ومنتخبات وطنية وفرق أجنبية عبر ميدان التدريب.

هو عبد الله أجري الملقب بـ”بليندة”، الذي ترك الحياة قبل 6 سنوات، بسبب أزمة صحية حادة، اضطرته لوقف مسيرة متميزة، لخصها في رياضتي كرة اليد والقدم، اللتين مارسهما على أعلى مستوى رفقة الفريق الوطني، مخلفا وراءه، قصصا إنسانية وتجارب عدة، جعلته يحمل صفات الموجه بكلماته والقائد بمواقفه.

رأى النور بطاطا سنة 1951، وأوصله الزمن إلى تواركة حيث تعود على مداعبة الكرة، قبل أن تجري به الرياح إلى مدرسة الفتح الرباطي، التي صقلت موهبة متعددة الاختصاصات، بلغت بالجد والمثابرة أعلى المستويات مع منتخبي اليد والقدم، كواحد من بين القلائل ممن جمعوا ونجحوا في رياضتين في آن واحد، حيث قاد فرع كرة القدم إلى الظفر بكأسي العرش لاعبا سنتي 73 و76 من القرن الماضي.

ولكونه أستاذا للتربية البدنية ومربيا ناجحا، استطاع بليندا التغلغل في عالم التدريب باقتدار، عبر قيادته لأندية محلية مثل الفتح، الرجاء البيضاوي، اتحاد طنجة، أولمبيك خريبكة وغيرهم، إضافة لأندية بني ياس الإماراتي والوحدة السعودي، قبل أن ينقل خبراته المتراكمة إلى المنتخبات الوطنية ابتداء من سنة 1981 عبر منتخب الشبان، ثم يشتغل مساعدا للمدرب الإيطالي أنطونيو أنجيلو بالمنتخب الأول سنة 1989.

تأثيره الكبير في الوسط الرياضي مكنه من الارتقاء في المناصب سنة 1993 ليدرب منتخب حرف باء في تصفيات “كان” 94، قبل أن يستغل توترا بين بعض اللاعبين والمدرب عبد الخالق اللوزاني لخلافة الأخير في قيادة المنتخب الأول، الذي كان مقبلا على مباراة مصيرية أمام زامبيا ضمن إقصائيات “مونديال” 94″ بأمريكا، لتتواصل بعدها تجارب بليندة و”السيلكسيونة” بالإشراف على المنتخبين المحلي والأولمبي سنوات قليلة قبل رحيله للأبد.

إشرافه على المنتخب الأول سنة 1993 كان مفاجأة كبيرة وسارة لبليندة، غير أن النشوة الكبرى كانت بتاريخ الـ10 من أكتوبر 1993، يوم أطاح بليندة و”أسوده” بمنتخب زامبيا بملعب محمد الخامس بعد الرأسية الشهيرة من عبد السلام الغريسي التي قادت المنتخب إلى مونديال أمريكا، النقطة السوداء في مشوار أول وآخر مدرب مغربي يقود المغرب في نهائيات مسابقات كأس العالم.

انتكاسة “مونديال 94” والسقوط أمام بلجيكا، السعودية وهولندا، وضعت نقطة النهاية لبليندة مع المنتخب الأول، بفعل مرارة الإقصاء واستعصاء تقبل الجمهور المغربي تذيل المنتخب لمجموعته بعد الصورة الجميلة التي تركها جيل “86”، كما أن تواتر الحديث عن تأثر المدرب بتوصيات الملك الراحل الحسن الثاني، ولعب بليندة دور “الكومبارس” في وضع خطط المباريات، أرخى بظلاله على تلك المرحلة المهمة من مشوار المدرب والأب لثلاثة أبناء.

ولأنه اشتهر بدعم واكتشاف المواهب الشابة وتشجيعها إلى غاية وضع قدميها على السكة الصحيحة، يحسب لبليندة منحه أول فرصة للشاب مصطفى حجي مع المنتخب، في مباراة حاسمة ومصيرية أمام زامبيا في إقصائيات “المونديال”، بعد إصابة غير متوقعة لمجيد بويبود قبل ساعات من إجراء المباراة، في وقت كان سلفه يجهل حجي وطالبه بالبحث عن مكان تجمع الفئات الصغرى.. رحم الله بليندة.

أولمبيك أولمبيك خريبكة اتحاد طنجة السعودية الشابة الفتح الفتح الرباطي المغرب بلجيكا
صوت وصورة
"كاب صولي" تخلق الحدث بدخلة متميزة في مباراة لكرة اليد
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:18

"كاب صولي" تخلق الحدث بدخلة متميزة في مباراة لكرة اليد

صوت وصورة
شاطئ عين الذئاب قبلة لعاشقي كرة القدم في رمضان
الأحد 24 مارس 2024 - 22:12

شاطئ عين الذئاب قبلة لعاشقي كرة القدم في رمضان

صوت وصورة
صحافيون يدلون بدلوهم حول الجموع العامة للفريق
الأحد 24 مارس 2024 - 21:36

صحافيون يدلون بدلوهم حول الجموع العامة للفريق