بيتشو.. "الساحر" الذي أبهر الحسن الثاني فأمر التلفزة بإعادة أهدافه.. رحل وسط غموض لازال يكتنف وفاته

بيتشو.. "الساحر" الذي أبهر الحسن الثاني فأمر التلفزة بإعادة أهدافه.. رحل وسط غموض لازال يكتنف وفاته
الإثنين 29 أغسطس 2016 - 11:30

مصطفى شكري.. اللاعب الأسطوري الملقب بـ”بيتشو” أو “العود”. موهبة نادرة صنعت المجد في الزمن الجميل، وأمتعت العالم بتقنياتها العالية ومراوغاتها الرائعة.

جمع بين حب الإخوة الأعداء “الرجاء والوداد”، وجاور كبار الكرة الوطنية، ليصبح نجما ساطعا في سماء “المستديرة”، قبل أن يلبي نداء الخالق، حافرا اسمه من ذهب في ذاكرة عشاقه.

مصطفى شكري أو “بيتشو”، بدأ في مداعبة المستديرة من أحياء معقله “درب السلطان”، ورضع من ثدي “الحاجة الحمداوية”، وتنفس بحب الرجاء. حلم بفرصة في فريقه الأول، فأصبح نجمه الأجود، عاش أزهى أيامه مع “النسر الأخضر”، وجاور كبار اللاعبين رغم صغر سنه.

لمسات سحرية، مراوغات مدهشة، أهداف رائعة، قنطرات صغيرة، كلها أشياء كانت من اختصاص المرحوم “بيتشو”، تهتز لها مشاعر الجمهور المتعطش لفن كرة القدم الرفيع.

طويل القامة، قليل الكلام، يجيد اللعب الأنيق، ويحير المتتبعين بمهاراته وتقنياته، تفانى في تبليل قميص فريقه الأم الرجاء، يمتع المدرجات بمداعبته للكرة، ويزرع حب النادي في زملائه في المعلب لخوض المواجهة بقتالية عالية.

كان بمثابة الأخ الأكبر للاعبين الشباب، و”مدلل” كبار الرجاء.. “العود” نموذج لمنتوج لاعب انبثق من الأحياء وصنع الأمجاد.

حبه للرجاء لم يمنعه من الانتقال إلى الجار الوداد، بعد مشاكل مع بعض من مكونات الفريق الذين ضيعوا “جوهرة ثمينة” كانت داخل “القلعة الخضراء”.

انتقال جعل عبد العليم بنيني أحد أقرب أصدقائه يعتزل عن ممارسة الكرة. توج ببطولات وكؤوس عديدة مع الفريق “الأحمر” وكان قلبا نابضا له، غير أن انتقاله لم يوقف ارتباطه بفريقه الأم، إذ ظل يزور مران الفريق “الأخضر” قبل الالتحاق بمرانه رفقة فريقه الجديد. وعلى الرغم من موهبته “الخارقة” إلا أن البعض كان يعتبره لاعبا “مشاكسا” وطائشا في شبابه، فيما البعض الآخر يشهد له بالأخلاق العالية والتواضع.

الفتى الذهبي الذي عانى من حياة صعبة، وضع بصمته في المنتخب الوطني، وكان موزعا بارعا داخل المجموعة، أمتع الجمهور المغربي بأدائه وانبهر له العالم، فاختير لتمثيل المغرب في نهائيات كأس العالم في المكسيك 1970.. الشعب لم يكن المنبهر الوحيد بالظاهرة “بيتشو”، بل كان لملكه الراحل الحسن الثاني قسط من الإعجاب، ويروي عبد الواحد معاش، رئيس الرجاء البيضاوي، أن الملك قد أمر التلفزة المغربية، بإعادة أحد أهداف “العود” خمسين مرة، بعدما أعجب بالطريقة التي سجل بها الهدف مباشرة من الملعب، وامتنع مرافقوه عن وصفه بمهارة.

ترك المجد في بلاده، وقرر البحث عن مورد لضمان مستقبله ومستقبل عائلته، إذ انتقل إلى الديار السعودية، بتشجيع من رئيس الوداد عبد الرزاق مكوار. سرق الأنظار في أول مباراة ودية مع الهلال السعودي. أبان عن مستوى جيد، وسرق الشهرة من اللاعب البرازيلي الشهير ريفيلينو.

“حينما توصل بالمنحة الأولى من التوقيع، سلمها إلى جدته التي كان يعيش معها، فسافر بدون رجعة..” يحكي كمال شكري شقيق مصطفى. لم يعمر طويلا في الفريق “السعودي” إذ انتقل إلى جوار ربه في ظروف غامضة، وعن سن لا يناهز الـ32 عاما، وذلك بعد مرض ومعاناة مفاجئة، يقال إنه مرض السرطان، إذ لم يستسغ عشاقه وفاته المفاجئ بعدما كان ينعم بصحة جيدة ولياقة بدنية عالية، فيما حاولت عائلته التزام الصمت، متقبلة أمر الواقع بوصول أجله، دون البحث عن سبب الوفاة.

“الأنشودة الحزينة” كتاب ألفه الصحفي والكاتب أحمد صبري، يخلد فيه سطور حكاية موهبة “خارقة” شغلت بال محبي كرة القدم في السبعينيات، وغادرت إلى دار البقاء، تاركة ذكريات يشهد لها الزمن، وتحكي عنها الذاكرة.

“نم في سلام نومة الأبطال.. فسيظل اسمك راسخا في الأذهان”. هكذا يطوي عشاقه حكاية لاعب رسخ إسمه في عقول المستديرة.

السعودية الشباب المغرب المكسيك الهلال دون كان كأس العالم
صوت وصورة
"كاب صولي" تخلق الحدث بدخلة متميزة في مباراة لكرة اليد
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:18

"كاب صولي" تخلق الحدث بدخلة متميزة في مباراة لكرة اليد

صوت وصورة
شاطئ عين الذئاب قبلة لعاشقي كرة القدم في رمضان
الأحد 24 مارس 2024 - 22:12

شاطئ عين الذئاب قبلة لعاشقي كرة القدم في رمضان

صوت وصورة
وداديون يدلون بدلوهم حول الجموع العامة للفريق
الأحد 24 مارس 2024 - 21:36

وداديون يدلون بدلوهم حول الجموع العامة للفريق